الخميس، 14 سبتمبر 2017

15 سبتمبر والمنهج العلمي




15 سبتمبر والمنهج العلمي

مدخل:
التاريخ ليس له قواعد وقوانين بتالي المستقبل يعتمد كلية على الفعل البشري؛ أي ان مستقبلك يعتمد عليك وعلى الافراد من حولك من نواحي كثيرة. كلما كان المجتمع أكثر تحرراً وتبنيا لاقتصاد السوق  كلما صار المستقبل أكثر اعتمادا على أفعالك، ذلك أن الحواجز التي وضعت على حريتك السلبية لم تعد موجوده أو تم الحد منها بشكل كلي -و هذا موضوع اخر لمقال اخر- أما في المجتمعات التي لا زالت تعاني من عداء الرأسمالية والانفتاح فإن مستقبلك يعتمد ليس فقط على افعالك بل على افعال الاخرين. فالدولة ( أي دولة، بما في ذلك الليبرالية)  ليست سوى مجموعة من الافراد المتنفذين وجيش من التابعين فإذا كانت الدولة ليست ليبرالية فالافراد المؤثرين سيحددون مستقبلك إلى حد بعيد. سيقومون بإنتاج الثقافة والقوانين التي تحد من "خيارات" مستقبلك. 

الفرضية العلمية:

أنا ضد التمركز حول الذات واتخاذ موقف النبوة من التاريخ. لا يمكن التنبؤ بالمستقبل البشري من حيث الفعل وينبغي أن تفهم بأن أي فرضية لا يمكن اختبارها هي عديمة القيمة والفائدة مثال ذلك هو القول بأن السلطة تخدر الشعب بالدين وأن الشعب لا يعرف حقوقه وأنه بمجرد أن يعرف حقوقه الطبيعية سوف يثور. المشكلة هنا أنه لا يمكننا اختبار أو استقراء شيء من تلك الفرضية. تلك الفرضية صممت بطريقة أنها تظهر وكأنها ناجحة في كلا الحالتين: إذا ثار الشعب ستكون صحيحة ( اصبح يعي حقوقه) وإذا نام الشعب فستكون صحيحة (مخدر) مثلها مثل الفرضيات الدينية التاريخية و الفرضيات الماركسية حول وعي الطبقة العمالية.

فما الذي يجعل الفرضية ذو قيمة؟

قابليتها للاختبار وقابليتها للدحض. وبناء على ذلك سأجتهد  بوضع النموذج التالي:
 الأغلبية السنية من المجتمع السعودي لديها إعتقاد ديني بأن طاعة الحاكم من طاعة الله* وبناء على رفض الحاكم للتظاهرات فأن الأغلبية السنية ترفض المظاهرات ولن تخرج في أي مظاهرات لم يأمر بها الحاكم. 
سأفترض أن هذا المعتقد الديني القديم لم يتغير إطلاقاً وأن الرأي العام لا زال محافظاً على هذا المعتقد الديني.

قابليتها للدحض؟
هناك دعوة للتظاهر غدا الجمعة من قبل شخص عامي ليس متدين وليس علمانياً ودعوته أصبحت علماً بين السعوديين ذو الأغلبية السنية. اذا لم يخرج أحد فالفرضية صحيحة إلى حد ما ويمكن البناء عليها.


__________________
* ذلك المعتقد سمح للامبراطوريات الإسلامية أن تدوم لقرون طويلة رغم أن قادتها كانو سفاكي دماء ولصوص غزاة..إلخ.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق