الأربعاء، 2 يناير 2013

الرد على ابن وراق، التطور ومسائل أخرى





"حسنا اثبت انها غير مستوردة وناتجة من عندك ؟ حتى هذه لا تريد الاعتراف بها ؟ كل الناس يعرفون ان افكار الالحاد ونظرياته قادمة من الغرب ، وما دمت علميا اعترف بهذه الحقيقة على الاقل حتى نثق بموضوعيتك .. قل : نعم استوردتها من الغرب واعجبتني ! حتى نكون على ألف باء الموضوعية والعلمية في الحوار ! هل تريد ان تنسب كل هذا الكم الهائل من النظريات والاجتهادات المادية الملحدة اليك ؟ لقد اسرفت في الاخذ والتبني ، الا يبكي هوكينج ويصرخ داوكينز ويتألم ساجان ويشمئز داروين ونيتشه من هذا العمل ؟ اعد الشيء و انسبه الى اهله .. واثبت عملية الاستيراد ولا عيب في ذلك ، فنحن نستورد حتى ابرة الخياطة ..
الا تؤمن بانتقال الثقافات ؟ هذه ثقافة مادية نشأت على يد الماسونية الغربية و استوردتموها .. ويبقى لكم شرف الاستيراد والحفظ والتقليد .. قل انني من اوائل وطلائع الملحدين ، وفي هذا فخر لك بين ابناء ديانتك من الملاحدة ، ولا تقل انها من بنات افكارك ولم استورد شيئا ! فلو خدعتنا ، فلن تخدع ابناء ملتك ، لانهم يعرفون نفس مصادرك و ينهلون منها .. وفرعون لا يستطيع خداع هامان .. " 
أنت تسيء تفسير كلامي، معنى عبارتي السابقة أن هذه نظريات علمية يحكمها منهج علمي وليست المسألة استيراداً فالجاذبية الأرضية في  بلاد العرب هي ذاتها الجاذبية الأرضية في أي بلاد أخرى . هذا ما قصدته، ولم أقصد أصل النظرية والماسونية والمؤامرة الكونية ضد الاسلام وذلك الهراء الذي نطقت به.

الطبيعة لا تحصر كل اسماك القرش وكل البشر في نقطة واحدة حتى يصح ان نتكلم عن الانقراض او التطور او البقاء للاقوى .. هذه الافكار الالحادية عن الطبيعة افكار بيوت زجاجية ليست في واقع الطبيعة .. اذا قتلني القرش او قتلته ، لا يعني هذا ان البشر قتلوا ولا ان القروش انتهوا .. افكاركم عن الطبيعة مبتسرة ومتكلفة وغير واقعية البتة ، هذا غير انها بعيدة عن المنهج التجريبي ولا تملك تجارب ، اي انتم مؤمنون مثلنا ، ولكن بعكس ما نؤمن به ، لهذا الجدل طويل بيننا وبينكم ، لأن كلانا مؤمن ، ولو كان اليقين القطعي مع احدنا لحسم الامر .. و ما دام ان اليقين القطعي مطلوب من الطرفين فسوف يأتي لا محالة .. فتربصوا انا معكم متربصون .. 
اذن الانسان البدائي الذي لم يملك تقنية بل ولا عقل ، كيف سلم من النمور والوحوش الاخرى ؟ هذا ينقض نظريتكم . 
الانتخاب والتطور الطبيعي ليست نظرية "إلحادية أو ماسونية" ولكن نظرية علمية، تهدف إلى تفسير ظاهرة طبيعية، واعني بطبيعة في أوسع معانيها ظواهر العالم المادي، الطبيعي. أما قولك بأن التطور ليس له أدلة فهذه من قلة اطلاعك على النظرية وجهلك فيها، قد حشد فيها من الأدلة ما لم يحشد في أي نظرية أخرى . ولا يوجد شك في المجتمع العلمي بصحتها . والطبيعة ليست "واعية" حتى تقول أنها "لا تحصر" أو "تحصر". قد ضربت لك مثالا ممكن الحدوث وليس مستحيل الحدوث:
ابن وراق على متن سفينة ذهب لمنطقة مليئة بالقروش ، غرقت السفينة وسقط ابن وراق في منطقة القروش، القروش جائعة، من يمتلك الصفات المتفوقة في هذه البيئة؟ ابن وراق الذي ينتمي للقرود العليا أم القروش الجائعة التي تطورت في هذه البيئة؟

قولك أن الإنسان البدائي لم يمتلك تقنية خاطئاً أو أنه لم يمتلك عقلا؟ مضحك هذا، نحن اليوم نعرف قروداً في غابات الأمازون تمتلك تقنية استخدام الحجر ( مثلا لفتح الفاكهة و طرد فهود المنطقة )  دون القرود هناك الكلاب و القطط والببغاوات وغيرها من الحيوانات التي تمتلك دماغاً وخلايا عصبية.

كلمة صراع تقتضي مواجهة ، ولا يوجد مواجهة بين الارنب والثعلب ، و لا بين الدبور والنحل ، ولا تقاوم الشاة الذئب ابدا ، و مع ذلك لم يقضي على كل الشياة ، فما السر ؟ ربما تقول ان تكثير الولادة عملية حرب ومواجهة مع الذئب ، هنا شرخ منطقي ، لأن هذا الحل لم يحافظ على الفرد ، بل جعله تحت رحمة الذئب واستمر في ذلك الوضع رغم ملايين السنين التي لم ترحم الشاة امام الذئب ، بينما الفرد الذئب لا يقتله الخروف ولا حتى يجرحه ، فلماذا البيئة لم تحل مشكلة الخروف الفرد و حلت مشكلة الخروف القطيع ؟ بينما اضعفت الذئب كقطيع وعززته كفرد ؟ هل البيئة بهذا الحد من العقل ؟ ما هي البيئة ؟ انها مجموعة مفردات وافراد ، ففي ايها هذا العقل كمن ؟ و هل كل ما اجتمع شيء توازن ؟ اي عقل يقول هذا ؟ الا عقلية التطور .. نظرية التطور تخالف المنطق و تستمر في خلافه ، لذلك من الصعب اعتبارها نظرية علمية ، لان اول شروط النظرية العلمية هي الا تخالف المنطق .. 

الكائن من هؤلاء يريد أن يمرر جيناته إلى الأجيال القادمة ، وهناك حيوانات طورت سلوكا اخراً، لكن لنعد لموضوع انكارك لوجود منطق البقاء للأصلح وعملية التطور. كنت قد ضربت لك مثلا بصراع الدبور مع النحل، ولم تذكر لي رأيك بهذا المثال، أعني الصراع بين الدبور الياباني والنحل الآسيوي. والصراع بين الدبور الياباني والنحل الأوربي؟ من الذي يمتلك التفوق ويستطيع قتل الدبور الياباني؟ النحل الذي تطور في اقليم الدبور الياباني أم في خارجه؟
يمكنك مشاهدت الفلم الوثائقي "الماسوني الكافر ال ...إلخ من نظرية المؤامرة" : Hornets From Hell
لماذا وكيف تتكلم عن الطبيعة وكأنها عاقل أو لها غاية؟ هذه خطأ، النظريات العلمية تصف علاقات ما هو قائم بالفعل أما الأديان تحاول أن تقحم انفها بوضع اماني واحلام ومعاني عاطفية وهلوسية للطبيعة. واعني بالبيئة الوسط الذي يعيش فيه الكائن.
وبخصوص الذئب، فلماذا تعزز لديه سلوك الجماعة هذا؟ ومن اعداءه الطبيعيين في بيئته التي تطور فيها؟ 
اذن خرجنا من حيث لا ندري الى وجود اله اراد ان يبقى هذا النوع فجعله اكثر تناسلا ، وهو الذي جعل الانواع المفترسة اقل تناسلا ، والا كيف تفسر قلة تناسل الاسود والذئاب مقابل الارانب والنباتيات والقوارض ؟ ستقول : البيئة او الانتخاب الطبيعي هو الذي قرر ذلك لمصلحة البيئة ! اذن نحن امام اله يعي بمصلحة الكل ، فلماذا لا نعترف بوجود اله وتنقضي المشكلة ؟ فقد وصلنا معا الى بابه نحن كمؤمنين وانتم كملحدين .. 
الانتخاب الطبيعي يقيم الحجة على الملحدين ، لانه يشير الى ارادة واعية و مدركة لمصلحة الجميع ، وهذا هو الله ، و انتم تسمونه الانتخاب الطبيعي الاعمى .. لهذا وصف الله الكافرين يوم القيامة بالعمى ، لانهم استعموا في الدنيا وتجاوزوا العقل وخالفوا المنطق لانه يخالف هواهم بحياة منفلتة لا واجب ولا قيود الا مصلحتهم العاجلة وما تقتضيها .. 
انت بالتالي توقفنا على اله يدرك مصلحة بيئته و يعمل لاجلها دون النظر الى مصلحة الفرد من الغزلان او الاغنام حيث لم يملك سلاحا ضد الذئب ! هكذا وصلنا الى وجود عقل واعي يعمل لمصلحة الكل ، ويريد ان تبقى الانواع مع بعضها في البيئة ، و يوازن بين الجماعة والفرد ، و يقدم لكل نوع الحل الذي لا يجعله يطغى على الانواع الاخرى و يفنيها او ياخذ المكان عنها ، ستقول انه الانتخاب الطبيعي ! هنا بكلمتك هذه اوقفتنا و يجب ان نقف طويلا على ارادة مفكرة ، و الا لن يقبل العقل كلامك .. 
بنسبة لتكاثر الأسد و الأرنب ، بلا شك أن آلية الانتخاب الطبيعي اصطفت تلك الصفات لأنها هي التي سمحت بتلك المخلوقات بنجاة وتمرير جيناتها. لا يوجد أحد في المجتمع العلمي يشير إلى الانتخاب الطبيعي كعملية "عاقلة ولها ارادة" هذه مجرد ادعاءات سخيفة قدمتها حضرتك، بلا أدلة. العلماء يقدمون وصفاً لعلاقات ولآليات طبيعية. عندما نصف الجاذبية ونقول أن مقدارها هو 9.8  لا نعني أنها واعية وعاقلة تجر المخلوقات للأرض وليست إله، نحن نصف ظاهرة طبيعية تحصل في العالم المادي الطبيعي.

ان استطعت ان تفسر كيف يعمل اللاواعي عمل الواعي ، اكون معك ، لكنك لن تستطيع ، هل تدري لماذا ؟ لان الوعي حينها و العقل لا فائدة له و لا ميزة ، وهذا امر لا تقره بأن الوعي لا فائدة منه . انت كملحد نسبت نتاج الوعي الى ما لا يعي بالوعي ! هنا وقعت في خطأ ، لان الواعي يعي عمل الوعي ، و لم يعي عمل اللاوعي ، وليس ضمن خبراته .. لا يدرك العقل ان ما لا يعقِل يعمل عمل ما يعقل ، وان ما لا يريد يعمل عمل من يريد .. ! 
حضرتك تطاحن الهواء، مجددا ذات الخطأ، لماذا تقول على الطبيعة أنها واعية؟ نحن نصف العلاقات القائمة فعلا، ما يحصل ، وليس له علاقة بالمعنى العاطفي الذي تحاول صبغ الطبيعة به.

انتم ابتلعتم هذه المطبات العقلية بسهولة ونسبتم الشيء الى غير اهله .. ستقول كلامي هراء وتريح نفسك ، اذن : فسر لي : ما هو الانتخاب الطبيعي ؟ بطريقة منطقية غير تعويمية ، و افصله عن الصدفة ، لأنك لا تقرّ فيما يبدو بان الصدف هي التي صنعت كل شيء ، خصوصا بعد ان اسقط علم الاحصاء الصدفية الداورينية ، بل صنعها الانتخاب الطبيعي ، اذن قم بهذا ، اشرح لنا كيف يعمل الانتخاب الطبيعي بطريقة منطقية غير هلامية ومجردة من الصدف .. او اثبت الصدف ! المهم امسكنا شيئا معقولا في نظرية الانتخاب الطبيعي ، ذلك الذي نسبت اليه وعيا و هو بلا وعي ! ان الانتخاب الطبيعي الذي تتكلمون عنه مثل الاب الحنون العاقل المحسّب للمستقبل على الطبيعة ، لا يريد لنوع ان يفني نوع ، ويوزع الاسلحة بالتساوي ، فما يعطى سلاحا فوق راسه لا يعطى سلاحا برجليه ، وما يعطى سرعة لا يعطى وزنا ثقيلا ولا حدة بصر كالفيل مثلا ، كل الاسلحة موزونة .. 
سأشرح لك كيف يعمل الانتخاب الطبيعي كما شرحه العالم الفرد راسل
جميع المخلوقات قادرة على التناسل بمعدل أسرع من زيادة معدل الطعام، هناك تنوع بيولوجي في كل المخلوقات الحية، في كل جيل يتم انجاب أكثر مما يمكن أن ينجو وبسبب محدودية المصادر هناك تنافس بين الأفراد ( هذا لا يعني وجود قتال عنيف مستمر ) الافراد الذين يمررون التنوع البيولوجي المنتقى أو بالأصح الصفات الأصلح ( مثال: السرعة) لديهم تفوقا على اولئك الذين لا يمتلكون تلك الصفات ; لأن تلك الصفات ترفع من فرصتهم في النجاة والتناسل. النسق البيئي هو الذي يحدد ما إذا كانت الصفات نافعة أو لا. ما قد يكون نافع في نسق بيئي معين، قد لا يكون نافع في نسق بيئي أخر .
الصفات  الصالحة الموروثة مع مرور الأجيال تصبح هي الأكثر شيوعياً في مجموعة سكانية معينة، والصفات الأقل صلاحاً تصبح أقل توارثا فأقل شيوعيا في تلك المجموعة، ومع الوقت تستبعد مع انتقاء الصفات الاكثر صلاحا، لأن تلك الصفات ساعدت على التناسل الناجح. مع مرور حقبة زمنية طويلة الأجيال الأخيرة قد تنفصل عن الأسلاف ويظهر نوعا جديدا.
دور العزل الجغرافي ; عندما تعزل مجموعة سكانية جغرافيا بسبب حواجز طبيعية مثل البحار والمحيطات، مع مرور تخضع هذه المخلوقات إلى ضغوط انتخابية أخرى تناسب الظروف البيئية الجديدة هذا يجعلها مع مرور الوقت انواع جديدة ( مثال ذلك :
http://myweb.rollins.edu/jsiry/Grants'finch-study.html ) أما قولك أن الإحصاء أسقط التطور الطبيعي: فهو قول خاطئ وفاحش، من يضع الإحصاء دون أن يضع البيئة الطبيعية من جانب، ومن جانب أخر دور الانتخاب التراكمي للصفات (أي يثبت الصفات المنتخبة ...) فلا معنى لأرقامه التي وضعها ، لأنها لا تناقش التطور الطبيعي ولا الانتخاب، على الأقل تلك التي يتحدث عنها علماء الطبيعة والأحياء. بالمناسبة، هناك لوغاريتم تطورية وحوسبة تطورية، فلماذا المكابرة؟
تخيل ان الذئب بحجم الفيل وسرعة الفهد ! وله قرون الغزال ورفس الحصان ! ورائحة النمس وشوك النيص وتكاثر الارنب ! الخ ..كيف سيواجهه حيوان ؟ سوف يسيطر ويمتلك الارض .. هذا لا يكون ، اذن النظرية غير منطقية ، ستقول الانتخاب الطبيعي هو الذي رفض هذا النموذج السوبرحيوان ان يكون ، لماذا وكيف ؟ كل مقدمات التطور تشير الى امكانية وجود هذا النوع ، لكنه لم يوجد ! ما السر ؟ قدّم في نظرية التطور ما يمنع نشوء هذا السوبر حيوان .. فالبقاء للاقوى ، والوظيفة تخلق العضو ، و الظروف وانتخاب الصفات الافضل ، والمخاطر تنتج تكيفات تتوارث وتتنمى ، والمصلحة طبعا ، و كل حيوان من مصلحته ان يكون الحيوان السوبر ، الاطول عمرا والاسرع جريا والاقل مرضا الخ .. والبيئة عملت مثل هذه الصفات بموجب نظريتكم ، لكنها وزعتها ، ما الذي يمنع هذه الصفات في نظريتكم ان تجتمع في حيوان واحد لا يبق الا هو على وجه الارض ؟ لانه الافضل والبقاء للافضل ، خصوصا وان البيئة اوجدتها وليست من عالم الخيال .. لكن الواقع البيئي مختلف تماما مع هذه المقدمات التطورية الداروينية .. حتى الانسان الذي يقال انه في سلم التطور الاعلى ، تنقصه الكثير من الصفات الافضل ، فلماذا تخلى عنها ؟ اذن من وازن الذئب مع القطيع هو من وازن الانسان معها ، وهو من جعل عيني الانسان تحت جبهته ولم يجعلها على الجنبين كالحمار ، ليرى من وراءه ومن امامه .. اذن الحمار في هذه الصفة افضل من الانسان .. اليس هذا اقرب عقليا لوجود اله حكيم وموازن ؟ ام انه هو الابعد عقليا و نسبة كل هذا التوازن الى اللا توازن والفوضى ؟ لنحترم عقولنا ولو قليلا ، اجبني بالعقل مع احترامي لهواك ومصالحك وعظمة من تقلدهم ..
أنت من جانب تفترض أن الطبيعة إله ولها إرادة واعية، ومن جانب أخر تفترض أن الظروف البيئية واحدة على الأرض جميعاً فلا اختلاف بين الشمال والغرب والجنوب والشرق، والوديان وأعالي الجبال، وسواحل البحار وسواحل المحيطات، الكل واحد عندك، وهذا لعمري تفاهة ومعاندة في الباطل لا تستحق الرد عليها.

متى رأى العقل فوضى تصنع نظاما ؟ لكنه رأى إرادة تصنع نظاما .. و لا تقفز الى ملايين السنين فهي امر متكرر لا يصنع غير التكرر ، مثلما تتكرر الشمس علينا كل يوم ، دون ان يتغير شيء .. تريدونا ان نؤمن بلا عقل ؟ اذن لا تتكلموا عن العقلانية .. ايماننا مع العقل وايمانكم معاكس للعقل .. هذا كل ما في الامر .. ونحن لم نر الله وانت لم تروا الانتخاب الطبيعي الذي نسبتم اليه عمل اله واعي .. 
أترى ان نمرا واحدا او قطيعا من الذئاب لا تستطيع تصفية منطقة كاملة من اي شيء يتحرك ؟ لماذا لا تفعل هذا ما دام ان البقاء للاقوى ؟ كلمة بقاء تعني : يجب الا يبقى حي الا انا ! هل رأيت كم هي سخيفة فكرة دارون الجد هذه ؟ لان الصراع يحتاج لمواجهة ، و هذا غير موجود ، وان البقاء للاقوى تعني فناء الاضعف ، تخيل هذا بموجب ملايين السنين ، لو طبق قانون البقاء للاقوى ، لما بقي الا نوع واحد ، ولن يبقى ، لانه سيفقد التوازن مع البيئة .. 
اذن الفكرة كلها مهترءة عقليا منذ انشائها ، و انسب منها و اقرب للفهم ان البيئة قامت كلها دفعة واحدة متوازنة ، هذا هو المنطق ، فكل شيء متوازن لا بد ان يعمل دفعة واحدة في لحظة واحدة ، و الا فما قيمة التوازن ؟ وما جدوى وجوده ما دام ان البيئة قامت وهي ناقصة ولم تفنى ؟ و اذا سارت السيارة بدون وقود او عجلات ، فما قيمة ان يكون لها وقود او عجلات في فترة لاحقة ؟ و اذا وجد العقل بدون عقل فما قيمة وجود العقل ؟ و اذا أ ُديت وظيفة شيء من دونه كالوعي والعقل ، فما قيمة ان يوجد ؟ هل رايتم كيف تفكرون مع الاسف ؟ يا حسرة على العقلانية .. انتم تنسبون اعمال العقل و الارداة الى شيء مجمل ومبهم اسميتموه الانتخاب الطبيعي .. اي ان البيئة تنتخب ، ترى ما هي هذه البيئة ؟ حددها !! العلم يحدد ولا يـُجمل . هل هي ذلك الارنب ، طوّر قشرة الخنفساء ؟ أم ان البيئة كلها تجمعت ووضعت للسلحفاة صدفة تحميها ؟ ما هو دور العصفور في صنع قشرة السلحفاة وما هو دور النملة ؟ ما هو دور الشمس ؟ ماهو دور الجبل ؟ وما دور الاعشاب وكل عشبة على حدة ؟ وكذلك الرياح والديدان والبكتريا الخ ؟ هل يستطيع ا لعلم ان يتكلم مثل هذا الكلام ويحدد هذا التحديد ؟ أم السلحفاة فكرت و طورت لنفسها ؟ هل تحمل مثل هذا التفكير ؟ اثبته علميا .. طبع لا يعقل ، لان الحشرات والديدان والحيوانات ليست اساتذة جامعات ولا تملك مختبرات علمية للتطوير ، ولا تعرف ابجديات الرياضيات ولا تعرف قوانين فيثاغورس ولا نيوتن .. ستحيلنا لمجهول آخر اسمه : ملايين السنين ، مثل كلمة المجتمع : يـُذكر ولا يرى .. اثبت ان المفرد من ملايين السنين يختلف عن المجموع ، و أن شمس اليوم ليست مثل شمس امس ، و ان القمر ليس هو القمر قبل عشرات السنين ، ستقع في مشكلة علمية جديدة .. اذن ملايين السنين مثل الحديث عن ملايين قطرات الماء : كلها شيء واحد .. الا ان اثبتّ ان ماء يختلف عن ماء .. اذن افتراض ملايين السنين غير علمي بسبب الشتابه الحاد بينها ، وبالتالي في نتائجها .. و لعبة سحرية الحادية .. لا ، لا يستطيع العلم ان يتكلم هكذا لانه سيقع في التناقض ..
كل نوع نجده محكوما وليس حاكما ، ونجد الكائنات الحية هي التي تتحكم وتتعامل مع الكائنات غير الحية ، فكيف يكون الجامد مطورا لغير الجامد وواعيا لمصلحته ؟ و ما هو بلا عقل ولا احساس حنونا ولطيفا بما له عقل واحساس ؟ اي عقل تريدوننا ان نفكر فيه و هذه هي المقدمات كلها ضد العقل ؟ 
مثلما هرب دوركايم الى مجهول يسمى المجتمع لينسب له كل شيء يفعله الانسان ويقدسه ، كذلك تهرب الداروينية الى مجهول تسميه البيئة .. البيئة عبارة عن مجتمع ، ومجتمع دوركايم عبارة عن بيئة ، فمجموعة اشياء يـُنسب الى مجموعها وعيا وتاثيرا ! وهذه الفكرة غير منطقية ، ولا تجريبية ، وإلا لكان هناك تناسب طردي بين جمع الاشياء والتأثير ، وهذا غير موجود علميا .. 
اذن : ملايين السنين ، البيئة ، المجتمع ، نظرية الكم .. كلها مهارب للملاحدة يفرون منها و الى اعماقها كلما لاحقهم العقل .. و طالب بربط النتيجة بالسبب .. و إذا قلت له حدد ايها عمل وايها الذي أثـّر ، يقول لك : مجموعها ! المجتمع منطقيا لا وجود له ، بل هو افراد متجمعون ، بعبارة اخرى : الوجود هو لفرد متعدد ، لكن شيء اسمه مجتمع منفصل عن الفرد ، هذا لا يوجد .. 
اثبات ارادة لهذا الوهم ، في شيء وجوده وهمي وغير علمي ، لان الوجود للافراد ، و التاثير للافراد ، كل على حدة ، هذا هو المنطق والعلم .. مثل ملايين السنين ، اي السنين التي اثرت ؟ هذه كلها كلمات سحرية وليست علمية .. مثل وهم ان المجتمع انشأ الاخلاق ، المجتمع افراد فيه من يؤيد الاخلاق وفيه من لا يؤيدها ويعمل ضدها ، فكيف يكون المجتمع هو من افرزها ؟ هذا تحليل الحادي غير علمي ولا منطقي ، اذن كل العقلية الالحادية عقلية غير منطقية وهروبية تهرب الى ظلام المجهول .. كيف يكون كل الافراد مفعول به ، بينما مجموعهم فاعل على المفعول به ؟ انها معادلة الحادية لا تدخل العقل .. ملايين السنين تؤثر في الانواع والاشياء ، بينما السنين زمن ، و الزمن هو عبارة عن حركة تلك الاشياء ! اي ان الزمن مفعول به ، اي ان ملايين السنين مفعول بها و ليست فاعلة .. حـُددت انها سنين بسبب حركة الاشياء فيها وهي حركة الشمس التي عرفنا بها السنين ، وحركة الاشياء التي عرفنا بها الوقت ، يعني ان الزمن مفعول به وليس فاعلا ، فكيف تنسب الفعل الى المفعول به ونحن ننظر ؟ الشيء الذي ليس له وجود ليس له تاثير .. التأثير للمفردات ، وتاثير المفردات دائما متناقض ، اذن كيف ينتج المجموع تأثيرا واحدا ؟ فايهما من حرص على مصلحة البيئة : الذئب أم الغزلان ؟ ام الشجرة التي تنظر الى عملية الافتراس ؟ ام ملايين السنين التي تتكرر دون اي تغيير ولا يدرى ما هو الزمن نفسه ؟ نحن امام سحرة يسمون انفسهم عقلانيين .. ستقول : هراء ، و تمضي .. فهل حلت المشكلة وهل قمت بالرد ؟ كل كلمة تقولها نظرية التطور غير منطقية .. فهل من التطور ان نبيع عقولنا ؟ السيارة التي تمشي لم تمشي الا بمجموعة من التوازنات جمعها توازن واحد .. وهي وجدت في نفس اللحظة .. كذلك البيئة لم تمشي وهي ناقصة ، مثلما ان السيارة لن تمشي و هي ناقصة ..كلما اكتمل شيء د ُشّن ، والتوازن هو معنى الوجود ..كل شيء جاء بدفعة واحدة ، كما تشتغل السيارة وتسير دفعة واحدة ، وليس احد الاطارات يبدا بالحركة ثم يشعر بالميل فتاتي الطبيعة لتوجد اطار اخر يوازنه ، ثم تبدا بالاصطدام باحجار امامها فتخترع الطبيعة جهاز الدركسون ، ثم تحس بضعفها امام المرتفعات ، فتزيد من عدد السلندرات ، الخ .. هل تخيلت هذا المنظر المضحك ؟ هو نفسه نظرية التطور التي تسخر بالعقول وتسخـّفها .."
من يقرأ كلامك أعلاه بمنظور عقلاني، يرى أن مشكلتك مع العلم وليس فقط مع الإلحاد، ومن تمعن في متن كلامك وبكمية الأسئلة المتناقضة والتائهة بين مواضيع شته التي تحاول أن تضعها بين سطور جملك، يرى مدى سقوط التماسك المنطقي لديك، فأسئلتك غالباً ليس لها علاقة بالتطور – الذي لديك مشكلة في فهمه، فحتى الآن أنت لا تفهم التطور  والانتخاب الطبيعي مثال ذلك فهم أننا نعني بكلمة مرور الوقت والبيئة  الزمن فقط ! لعمري هذه سخافة - أيضا مشكلة في الاستنتاج المنطقي، وفساد القياس الذي عندما رأيت كثرته في عباراتك علمت أنه الأسلوب الذي تستخدمه عادة وليس زلة أو زلتان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق