السبت، 31 أغسطس 2013

قصة الحرائر - مسيحيون عرب -




الحرائر

التفت الملك إلى النساء، قائلاً: " لقد رأيتم بأم أعينكم ازواجكم يعدمون لأنهم رفضوا انكار المسيح والصليب، ولأنهم بكفرهم ادعوا أن المسيح هو الله وأنه ابن أدوناي { لقب من ألقاب الله في المسيحية ويعني السيد وكان ينطقها اليهودي بدلا من نطق يهوه، المصدر: دائرة المعارف الكتابية المسيحية}. ولكن هلا اشفقتم على انفسكم الآن، على أبنائكم ، على بناتكم: انكرو المسيح والصليب وتهودوا مثلنا ثم لكم أن تعيشوا. وإلا بدون شك سيتم إعدامكم." اجابوا الملك :" المسيح هو الله وابن الواحد الرحمان، نحن نؤمن به، ونحن نعبده: في سبيله  سنموت. حاشا أن ننكره أو نعيش بعد وفاة ازواجنا. كلا، مثلهم وبجانبهم سنموت في سبيل المسيح".

هؤلاء هن بنات الميثاق والراهبات اللواتي لم يتم حرقهن داخل الكنيسة مع رفاقهن ، ثم قيل لـ { كلمة لم اجد لها مقابل في العربية ولكن معناها في المعجم الإنجليزي هي نساء ليسن من أهل الدين (رجال الدين/ السلك الكهونتي للدين) } :" أمن الصواب أن نقتل أولا." لكن اجابوهن :" كلا، من الصواب أن نقتل نحن فوراً بعد ازواجنا".

الملك أمر أن يجلبوا إلى الوادي وقتلوا هناك. تسارعن فيما بينهن إلى الموت أولاً، والملك الخبيث ، ونبلائه كانوا يضحكون على تزاحمهن على الموت. وبهذه الطريقة توجوا بالسيف في يوم الأربعاء من شهر نوفمبر في عام 835 من الألكسندر.
الملك اعطى أوامره أن يتم اعدام الجميع إلا امراة واحدة ،  كانت تلك رومة { اسم يتسمى فيه يهود الجزيرة في الماضي} بنت عزام من عائلة تسمى باليهودية، قريبة لبيت حارث ابن كعب العظيم. سبب هذا، مكانتها العالية ونسبها وجمالها، تخيل الملك أنه يمكنه أن يقنعها بإنكار المسيح والصليب. هكذا عادت إلى المدينة {نجران}، حزينة أنها لم تلقى المنية.


__________________

- ما بين قوسين هو لي
- اخترت تعبير "حرائر" بدلا من "احرار" لسببين الأول أن حرة جمعها حرائر ثانياً أن المقصود هنا تفرقتهن عن الإماء.
- اخترت تعبير "بأم أعينكم" كمقابل ثقافي لتعبير الإنجليزي "وذ يور فيري اون ايز" ولأن النص الأصلي سرياني يجعلني مرتاحا بأن التعبير "بأم أعينكم" هو أقرب للمعنى.
- بهذه الفترة مملكة الغساسنة العربية حليفة لامبراطورية بيزنطة ومملكة المناذرة العربية حليفة للامبراطورية الفارسية.
- هذه المذابح استمرت أسبوع، وكانت سبباً رئيسياً للغزو الأكسومي مدعومين من امبراطور البيزنطيين جستنيان الأول ، وبقي جزء من القوات البيزنطية في اليمن وعين الامبراطور البيزنطي  ملكاً حميرياً على سبأ، لكن لاحقاً إغتيل واخذ أبرهة الحبشي الحكم لنفسه والبقية ليس هذا محلها.
- لم يتم وضع علامة (؟) في :"
أمن الصواب أن نقتل أولاً" لأنه لم يكن سؤالا.
- "من عائلة تسمى باليهودية" من أرخ الحدث مسيحي فعلى الأرجح  كان يشير إلى "تهود" هؤلاء. 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق